16‏/11‏/2020

المحتوى الجزائري الرقمي: التحديات والفرص في عصر التعدد اللغوي

 





أتذكّر ورشة نظّمها معهد المعلوماتية بجامعة أوكسفورد في 2013، وكان النقاش يدور حول إنتاج المحتوى باللغة العربية في عصر تعدد المصادر والمنصات الرقمية. طُرح سؤال جوهري: لماذا، رغم أن عدد الناطقين بالعربية يقارب نصف مليار، لا تتجاوز نسبة المحتوى العربي الرقمي 5% من إجمالي المحتوى العالمي، وربما ثلث هذا المحتوى فقط يُعتبر ذا قيمة أو مفيدًا؟

هذا السؤال ينطبق على العديد من المنصات، مثل ويكيبيديا، لكنه أوسع وأشمل، إذ يتعلق بالمحتوى العربي ككل على الإنترنت. حتى وإن وُجدت إجابات أو اقتراحات لحلول، يظل الطريق طويلًا لزيادة هذا المحتوى وتحسين جودته.

ثنائية اللغة: ميزة معقدة
من الحقائق الملحوظة أن الشعوب الناطقة بالعربية تتمتع بميزة إتقان اللغات، مقارنة ببعض الشعوب الأخرى. فالجزائري يكتب بالفرنسية، والمصري بالإنجليزية، والسوري أو اللبناني يتقن لغات أخرى مثل التركية أو الإسبانية أحيانًا.
لكن هذه الثنائية ليست دائمًا إيجابية؛ عندما تصبح اللغة الأم ثانوية أو هامشية في الاستخدام، يُهدر وقت طويل في تعلم اللغات الأجنبية بدل التركيز على اكتساب العلوم والمعارف. والأسوأ أن من ينجح في تعلم اللغة الثانية، غالبًا لا يتمكن من استيعاب الثقافة المتأصلة في تلك اللغة، ما يضعف ارتباطه بالمعرفة أو يجعلها غير مكتملة.

أسئلة تحتاج إلى إجابة:

  • ما حجم سكان الجزائر اليوم؟
  • كم هو عدد المساهمين الجزائريين في إنتاج المحتوى الرقمي (سواء على ويكيبيديا أو غيرها)؟
  • ما نسبة ما يقدمه الجزائريون أو العرب عامة في بناء المحتوى الرقمي المفيد عالميًا؟

الإجابة عن هذه الأسئلة ليست سهلة، لكنها تفتح آفاقًا لفهم أعمق للمشكلة. أتذكر تقريرًا شاركت فيه بآرائي، قاده معهد أوكسفورد، تناول تحليلات معمقة عن الفجوة اللغوية والثقافية في المحتوى الرقمي، وقد امتد على 140 صفحة (يمكن الاطلاع عليه هنا: الرابط).

الطريق إلى التحسين:
الخلاصة التي يمكن البناء عليها هي أن الحل يكمن في تركيز الجهود على أهداف محددة بوضوح، ثم العمل على ترتيب هذه الأهداف وتوجيه الطاقات نحوها بصبر وديمومة وقدرة على التكيف والتكرار.

لست متشائمًا. بالعكس، أرى أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة، خاصة إذا تحولت الجهود الفردية إلى جماعية، ودُعمت بخطط مستدامة تعكس احتياجاتنا الثقافية والمعرفية الحقيقية.


ملاحظة: هذا النص مستوحى من نقاش دار على صفحات التواصل الاجتماعي، وتم جمع الأفكار منه مع تعديل بسيط في الأسلوب.


Arabic and the Web



A Call to Action for Arabic Content on Wikipedia: Bridging the Digital Divide

I recall attending a Wikipedia workshop organized by the Institute of Computer Science at the University of Oxford in 2013, where a pressing question was raised: Despite nearly half a billion Arabic speakers, why does Arabic content on Wikipedia account for less than 5% of the total? More concerning, perhaps, is that only a third of this small percentage is truly useful. This question highlights the immense challenge we face in enriching Arabic content online.

Arabic speakers, unlike many Americans or Europeans, are often multilingual. For example, many Algerians speak French, and many Egyptians speak English. While this multilingualism offers a wide range of opportunities, it also comes with a significant drawback. Time spent learning additional languages can detract from focusing on mastering scientific knowledge. Those who are not fluent in a secondary language may struggle to fully engage with the body of knowledge contained in it, especially when cultural nuances are embedded in the language.

Focusing specifically on Algeria, the questions remain: How many citizens actively contribute to platforms like Wikipedia? The number of contributors and the extent of their contributions remain unclear. However, a 140-page report from Oxford, which I had the opportunity to review, offers valuable insights into these challenges. I highly recommend this report for its thorough analysis.

The report underscores key issues: the general lack of Arabic content in global knowledge repositories, the challenges faced by Arabic-speaking contributors due to the multilingual landscape, and the lack of organized efforts to address these disparities.

In summary, addressing the shortage of Arabic content requires us to define clear objectives, organize efforts, and focus on achieving these goals with persistence, adaptability, and repetition. Despite the obstacles, I remain optimistic about the future and believe that with sustained effort, we can bridge the digital divide.

For more detailed insights, you can access the full report here: Oxford Study Report.

(This conversation was originally part of a social media exchange and has been compiled here with slight adjustments for clarity.)

l'Arabe dans le WEB

https://stats.wikimedia.org/#/all-projects/reading/page-views-by-country/full|map|last-month|~total|monthly


Je me souviens d'un atelier Wikipédia organisé par l'Institut d'informatique de l'Université d'Oxford. Une question fondamentale y a été posée : pourquoi, avec près de demi-milliard de locuteurs arabes, le contenu en arabe représente-t-il moins de 5 % sur Wikipédia, et, parmi ce faible pourcentage, un tiers seulement est réellement utile ? Cette question, bien que partiellement répondue, soulève des enjeux majeurs, et malgré des suggestions de solutions, il reste encore beaucoup à faire pour enrichir le contenu arabe sur le web.

Les arabophones, à la différence de nombreux Américains ou Européens, maîtrisent souvent plusieurs langues. Par exemple, l'Algérien parle couramment le français, tandis que l'Égyptien parle l'anglais. Cette capacité multilingue est un atout, mais elle a aussi ses revers : lorsque la langue maternelle se trouve reléguée au second ou troisième plan, une partie importante du temps est consacrée à l'apprentissage d'autres langues au lieu de se concentrer sur des connaissances scientifiques. Ce manque de maîtrise peut freiner les progrès dans de nombreux domaines, car la langue est le véhicule indispensable pour comprendre et intégrer sa culture.

Mais en réalité, combien de personnes vivent en Algérie ? Combien de contributeurs algériens sont actifs sur Wikipédia ? Et quel est l'impact réel des Algériens sur l'enrichissement du contenu encyclopédique ?

Répondre à ces questions reste une tâche complexe. Cependant, j'ai eu l'occasion de consulter un rapport de 140 pages d'une étude menée par Oxford, dont les analyses sont extrêmement pertinentes et que je recommande vivement.

En résumé, pour combler le fossé du contenu arabe, il est impératif de se concentrer sur des objectifs clairs, d’organiser les efforts de manière structurée et de les diriger avec persévérance, adaptabilité et répétition. Bien que le chemin soit long, je demeure optimiste quant à l’avenir.

Pour plus de détails, vous pouvez consulter le rapport complet ici : Oxford Study Report.

(Cette conversation a eu lieu sur une page de médias sociaux et a été compilée ici avec quelques ajustements pour une meilleure fluidité.)

26‏/07‏/2020

الفرحة أم الراحة ؟



الراحة 


هناك من يتمنى أن يفرح بزواج ابنته أو ابنه يومًا ما، لكن هناك من يستغرب هذا الشعور ويعتبره انحصارًا في مفهوم الفرحة والراحة النفسية.

الموضوع في جوهره يحمل جوانب فلسفية واجتماعية وثقافية، ويعتمد على الأولويات. فمع مرور الوقت، تتغير الأولويات؛ أي كلما تقدم الإنسان في العمر، تتبدل أولوياته وفقًا لتجاربه ورؤيته.

على المستوى الاجتماعي، لا يجوز أن نقارن الجميع أو نضعهم في قالب واحد، فالفلاح، بحكم علاقته بالأرض ومسؤوليته تجاه المزروعات، يفكر في الماء أولًا، ويفرح إذا هطلت الأمطار، ويقلق إذا جف النهر.

أما الجندي، فهو لا يغفل عن أبسط مستلزماته، ويفكر دائمًا في حب بلده، ويعبر عن هذا الحب في قطعة قماش تُسمى "الراية"، يحميها ويذرف الدموع لها، ويفرح حين يراها ترفرف في السماء.

والأم في حياتها مع ذريتها، لها قصةٌ طويلة؛ هي التي تتمنى الكثير لهم، وتسعى لتحقيق ما يراه لها أبناؤها مريحًا وآمنًا، وتعمل على أن توفر لهم ضروريات الحياة حسب أولوياتها.

مع التطور الهائل في مختلف المجالات التكنولوجية والعلمية والفكرية، أصبحت الراحة التي ينعم بها البشر اليوم نتيجةً للابتكارات التي أعطت الفرد حيزًا واسعًا من الحرية، وهي الحرية التي كانت محصورة فقط في أيدي ملوك العالم القديم.

اليوم، أبسط الأمور التي كانت تعدّ من المسلمات في الماضي أصبحت محققة، مثل:

  • توفر الماء في البيت، فلا حاجة لجرة ولا لمن يملؤها.
  • توفر الكهرباء، فلا حاجة للشموع ولا لمن يشعلها.
  • توفر الغاز، فلا حاجة للحطب ولا لمن يجمعه.
  • توفر الغسالة، فلا حاجة للوادي ولا لمن يغسل الملابس.
  • توفر السيارة، فلا حاجة للحصان ولا لمن يطعمها.

كل هذه التطورات قد سرّعت الفكر، حررت الجسد، زادت قوته، ومنحته القدرة على التفكير في أبعد الحدود وفي أعمق الأماكن.

حين تتراكم الثقافة، تتطور وتتفرع، ولذلك من الطبيعي أن يُرفض التفكير التقليدي إذا انتقل الشخص إلى طبقة اجتماعية أو بيئة ثقافية أخرى، أو اعتمد مبادئ تختلف عما هو معتاد.

لنأخذ الهند كمثال؛ هي دولة تجاوزت المليار نسمة، وفيها مدن تعتبر من أكبر وأهم المدن في العالم. ومع ذلك، فإنها تجمع بين التقاليد القديمة والاتجاهات الحديثة، وبين الأفكار التي نشأت في الماضي وأخرى جديدة تمامًا.

أنا لا أستغرب من يستهجن ما تتمناه الأم لابنتها، ولا أستغرب من يستهجن ذلك من الأم نفسها. فالإنسان، بحرية تفكيره، لديه القدرة على الابتكار، والتطورات والثورات التي نعيشها في مجالات الاتصال والتفكير والصناعة والزراعة والعادات تجعلنا نتفاجأ بما يتولد عن هذه التحولات.


11‏/07‏/2020

فلسفة العجلة في الحياة





أحيانًا يكون الإبداع والتميز والانفتاح هو الحل. بدلاً من التمسك الأعمى بفكرة معينة، ينبغي علينا الانفتاح على الآخر وفهمه وقبول التعدد والاختلاف. محاولات فرض الرأي على الآخرين مرفوضة؛ فلكل شخص رأيه، وكل إنسان حر في قوله.

إن الرمزية التي يحملها البناء وتاريخه تجعل من الصعب إيجاد حلول سهلة للمشاكل. قد يظن المنتصر أنه قد فاز، لكنه في الحقيقة قد فشل في إرساء سلام حقيقي، بينما قد يظن الخاسر أنه فقد كل شيء، لكنه في النهاية سيعود أقوى مما كان.

وتستمر العجلة في الدوران.

والعجلة تحمل معنيين مختلفين. فسيارة مثلاً تحتاج إلى أربع عجلات كي تسير إلى الأمام، وعندما تدور العجلات في اتجاه واحد، يصبح للسيارة مسارها ووصولها إلى هدفها، وهذا هو مفهوم العجلة من حيث السرعة. ولكن العجلة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد عجّلت بتاريخ الإنسانية ودفعتها إلى التطور المستمر، حتى أصبحت جزءًا من الواقع الذي نعيشه اليوم.

لكننا هنا يجب أن نكون حذرين في التعامل مع الزمن. نظرية الحتمية، التي تقول إن كل شيء مسبقًا قد تم تحديده منذ الانفجار العظيم، تجعلنا نتساءل: لماذا العجلة؟ قد يكون كل شيء قد كتب بالفعل، وكل ما سيأتي في حياتنا ليس سوى نتيجة لما هو مكتوب. فإذًا، لماذا نتعجل؟

في النهاية، نحن على يقين بأننا أيضًا مخيرون، رغم أن العجلة قد تفسد القادم إذا لم نمنح الأشياء وقتها الكافي. الوقت هنا ملكنا، كما هو ملكهم، وأنا شخصيًا لا أستعجل في سعيي نحو المستقبل.


مغامرة الاختيار في الغابة العربية

  في عالم من الكلمات، حيث تتداثر اللغات في همساتها الخاصة، كنت أقف متردداً، حاملاً معجم اللغة العربية بين يديّ، محاولاً أن أختار الكلمة الأن...