فيصل القاسم المقدم المشهور لحصة الإتجاه المعاكس في قناة الجزيرة العالمية باللغة العربية التي تذاع من الدوحة في إمارة قطر الخليجية حيث كان موضوع الحصة هو الوضع في سوريا إثر الفتنة العظيمة التي نشبت منذ إندلاعها و قد مر عليها القرابة عام من الزمن ضيفا الحصة كانا من طرف مؤيد للحكومة السورية و آخر معارض للنظام السوري
ما شد إنتباهي في الحصة دون الدخول في محتواها هو التقنية المنهجية العالية التي يتبعها الدكتور فيصل القاسم و قد نجح فيها بكل حرفية و هو سبب نجاح حصته منذ إنطلاقها بإستغلاله التهييج ثم الإجهاز على المنافس الذي يفشل في الحفاض على البرهان
لما يتكلم الطرف الموالي للحكم في سوريا عن ما يحصل في قطر من إنقلاب حصل للحاكم الحالي على أبيه يقاطعه فيصل القاسم مباشرة بكل طاقته و يصرخ في وجهه على أن يكف لأنه ليس الموضوع بالطبع فالتبرير الذي أتى به لطالما جاء به و بكيفيات مختلفة و قد فاته و تآكل علية الصدأ و لم يعد صالحا نعم غلب الدكتور في هذه الجولة و تأقلم مع الكثير من التهجمات لكنه هذه الأيام يزيدها و يستعمل المصطلحات الجديدة فهو صار يسمي ما حصل في الجزائر بعد 1991 و توقيف المسار الإنتخابي
أي العشرية السوداء بالثورة الجزائرية
لنأكد للدكتور فيصل القاسم أن آخر ثورة شعبية قام بها الشعب الجزائري هي ثورة التحرير إندلعت في 1954 و قبلها ثورات أما ما حصل في 1991 فهو عصيان مدني تحول لنزاع مسلح ثم إرهاب لكامل الشعب الجزائري
فبعد تهديد كيان سياسي "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"بتوقيف المسار الديموقراطي و إنشاء دولة إسلامية على غرار ما حصل في إيران أستعملت فيها كل الوسائل المتاحة و بالدعامات الخارجية كالعادة و التعددية كانت جديدة و الشعب كان متطلعا لأفق أحسن خلطت الجبهة بين السياسة و الدين النبرة الحساسة لكل مسلم ما جعل المواطن العادي بسذاجته يخاف من التصويت لإنسان آخر خوفا من عذاب شديد قد يلحقه لو فكر فقط في نقد المنهج المتبع من طرف الجبهة.
فحسب الدكتور أن النظام إستطاع أن يقضي على "الثورة" و هو يرتكز على شهود عيان لجؤوا لعواصم غربية كتبو كتبا بمعية كتاب غربيين في المنفي حين وقوع الوقائع
لست هنالأكذب الكتب لكن لا أستطيع تصديقها أيضا فلكل تهمة إلا و يلزمها شهود و أدلة و وثائق و براهين و هذا ما ينقص كل ما جاء في الكتب الأمر لا يزال هكذا في الإنتظار ريثما يتشرف أصحاب مقولة "من قتل من" بالأدلة.
الدكتور يقارن بين دولة جزائرية تناساها كل العرب لما كانت تشحت قوتها عند صندوق النقد الدولي لا أذكر أحدا تبرع بفلس أو بكلمة لحماية الشعب الجزائري من جنون الإرهابيين لولا الشعب نفسه الذي قام بحماية نفسه من الوحوش الذين رفضو تقبل أن الشعب مع من يرضخ للسلم و اللا عنف فمن أجل الحكم ثارت الجبهة على الشعب و لم يثر الشعب على دولته يا دكتور فيصل القاسم
أتحير حين يقارن الدكتو و يقول أن ما يحدث في سوريا لديه الكثير من الملامح كما ما حدث في الجزائر فهل خرجت مدن في الجزائر عن الحكومة و هل إستعملت الجزائر دباباتها لتهدم أحياء بأكملها و تدمرها عن بكرة أبيها كما حدث في حمص
هل شاهد الدكتور فيصل القاسم أمريكا و كل من يتبعها في مجلس الأمن يخط لائحة ضد الجزائر
أم سمع أن قطر و السعودية تدعمان الجماعات الاسلامية المسلحة بالسلاح و الدعم الإعلامي.
لكنني أأكد لك أن كل من فرنسا و أمريكا حضََرتا لحصار إقتصادي و خططتا كل على حدى لأمكانية ضربات عسكرية ضد مواقع عسكرية جزائرية لإضعاف و تحطيم القدرات الجزائرية في حالة قيام دولة إسلامية قد تتحالف يوما مع إيران من يتذكر أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ساندت غزو صدام حسين للكويت أمر أخذته أمريكا في الحسبان من المِؤكد أنه لو صعد التيار الجبهوي للحكم في الجزائر لكان للجزائر تاريخ مختلف و حكاية مؤلمة أخرى ما يالمني أكثر هو الدمار الذى ترتب عن توقيف مسار إنتخابي فقط و العنف الذي ترتب عنه يا ترى الحقد و الغضب الذي تحرر بمجرد توقيف المسار على من كان سيقع و بأي طريقة كان سيستخرج على الشعب الجزائري لو تركت الجبهة تحكم 5 سنوات لعرف العالم ما درجت خطرها على إستقرار المؤسسات التي جاءت بها الثورة التحريرية لكن اليوم أتيقن و الحمد لله أنه و قدرته العليا أرادت أن يكون للأمر منحى آخر . الشعب واع جدا و سذاجته بفطرتها تعرف جيدا من يريد لها السلامه 132 سنة من الإستدمار الفرنسي و الشعب على كلمة لا إلاه إلا الله لم يحد فكيف يأتي إنسان و يقول له كنت في البدع غارقا.
تتمة
ستة أشهر مرت على مقالتي هذه خاطبت رأيا يتجه فيه فيصل القاسم و كل من يتبع رأيه و يتجه بوجهته
ستة أشهر و يتأكد قولي و يستميت الآخرون في وجهتهم للأسف أخذو الوجهة الخطأ أو أخطأوا لكنهم لا يرضون الإعتراف
مثال أثار إنتباهي و ما يلي يوزن عليه إن كان للقياس إمكانية
جاءت ذكرى 11 سبتمبر و أذيع فيلم يسخر من الرسول صلى الله عليه و سلم و أحرقت القنصلية في بنغازي و قتل السفير الأمريكي و أربعة آخرون في بنغازي في ليبيا قبلها في ليبيا هدمت مساجد و زوايا يدرس فيها القرآن بحجة أنها تخاليف مذهب السلف الصالح و فبلها في تونس حدث ما حدث من هجوم على حريات أكتسبت و دعوى بإرجاع المرأة لبيتها و قبلها في مصر ما حصل من هجوم على الممثلين بدعوى أنهم كوادر النظام السابق
و في كل مرة رمز الإعلام العربي الجزيرة تدافع و تبرر و تشجع نسيت دورها و تقمصت دور المرشد
ليست الجزيرة هي المشكلة بل من يوجهها بضغطة زر إلى أين ذاهبون
و في كل مرة أقول في خاطري : الحمد لله ربنا حفظنا و أنجانا من شرورهم الحمد لله من سيرو الدولة في 20 سنة للآن جنبو البلاد من كارثة حقيقية