19‏/12‏/2024

مغامرة الاختيار في الغابة العربية

 


في عالم من الكلمات، حيث تتداثر اللغات في همساتها الخاصة، كنت أقف متردداً، حاملاً معجم اللغة العربية بين يديّ، محاولاً أن أختار الكلمة الأنسب لـ "body". هل سأختار "البدن"، الذي يستحضر ذكريات الطفولة واللعب في الحدائق؟ أم ربما "الجسم"، الذي تشريحه يكشف عن عجائب الحياة والعلم؟ أم "الجسد"، الذي يحمل في طياته الأدب والشعر؟ وما بالك بـ "القامة"، التي تعلو في الوصف كأنها ترسم سلالم الشخصية والجمال؟

كلمة واحدة فقط في اللغات الأخرى، لكن العربية... أوه، العربية، متى أعرفك ومتى أعرف منك! كل هذه الكلمات، مرادفات متعددة الألوان، تنتظر اختياري. قلبي ينبض بحب لهذه اللغة، وأنا أشعر بالتوتر، كأني في قاعة مسرح وكل المقاعد مشغولة بالمعاني الجميلة.

أنتظر، أفكر، وأسمع صوت اللغة يترنم في آذاني. كل كلمة تأتي بعالمها المصغر، بمعانيها وتاريخها وأساطيرها. البدن... الجسم... الجسد... القامة... وفي هذه اللحظة، أشعر بالإعجاب العميق لثراء هذه اللغة، بل والإعجاب بنفسي، فقد اخترت أن أكون في هذا العالم مع هذه اللغة العظيمة.

نعم، كل اللغات في العالم تترجم هذه المرادفات إلى كلمة واحدة، لكن العربية، يا سبحانها، تجعل من اختيار كلمة واحدة مغامرة في غابة من المعاني. والآن، بعد هذا الترقب المليء بالسحر، أختار...

...لكن لماذا أختار؟ فالعربية ليست فقط كلمات، هي مشاعر وذكريات وحكايات. فلنستمتع بهذا الاختيار الطويل ولننتظر الكلمة التي ستناسب اللحظة، فالعربية، كم أنت غنية!

23‏/07‏/2024

ماذا قال الذكاء عنه chat GPT

by Sanket Mishra

 في عالم التكنولوجيا المتسارع، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم وأسرع المجالات تطورًا، تاركًا بصماته على مختلف جوانب حياتنا. ومن بين رواد هذا المجال، يبرز شات جي بي تي (Generative Pre-training Transformer 3)، نموذج ذكاء اصطناعي فريد من نوعه طورته شركة OpenAI، ليُحدث ثورة حقيقية في مجال معالجة اللغة الطبيعية وتوليد النصوص.

ما هو شات جي بي تي؟

ببساطة، يُمكن تعريف شات جي بي تي على أنه نموذج لغة ضخم تم تدريبه على كمية هائلة من بيانات النصوص والشفرات. وبفضل هذه البيانات، يمتلك شات جي بي تي قدرات استثنائية في فهم اللغة البشرية وتوليد نصوص طبيعية ومتماسكة، تشمل القصص، والقصائد، والشفرات البرمجية، والرسائل الإلكترونية، وغيرها.

مميزات شات جي بي تي:

  • فهم اللغة الطبيعية: يتمتع شات جي بي تي بقدرة فائقة على فهم اللغة البشرية، بما في ذلك التعبيرات المختلفة، والسياق، والنوايا.
  • توليد النصوص: يمتلك شات جي بي تي مهارات استثنائية في إنشاء نصوص طبيعية ومتماسكة، تشمل القصص، والقصائد، والشفرات البرمجية، والرسائل الإلكترونية، وغيرها.
  • الإجابة على الأسئلة: يُمكن لشات جي بي تي الإجابة على أسئلتك بطريقة شاملة وغنية بالمعلومات، حتى لو كانت مفتوحة أو صعبة أو غريبة.
  • ترجمة اللغات: يُمكن لشات جي بي تي ترجمة النصوص من لغة إلى أخرى بدقة عالية، مع الحفاظ على المعنى والسياق.
  • التفاعل: يُمكن لشات جي بي تي إجراء محادثات تفاعلية مع المستخدمين، مما يجعله أداة مثالية لخدمة العملاء والتعليم.

تطبيقات شات جي بي تي:

  • الترجمة الآلية: يُمكن استخدام شات جي بي تي لترجمة النصوص والمحادثات في الوقت الفعلي، مما يسهل التواصل بين الأشخاص من مختلف الثقافات.
  • كتابة المحتوى الإبداعي: يُمكن استخدام شات جي بي تي لكتابة القصص، والقصائد، والمسرحيات، والنصوص الإعلانية، وغيرها من المحتوى الإبداعي.
  • خدمة العملاء: يُمكن استخدام شات جي بي تي لتوفير خدمة عملاء ممتازة من خلال الإجابة على أسئلة العملاء وحل مشاكلهم.
  • التعليم: يُمكن استخدام شات جي بي تي لتوفير تجربة تعليمية تفاعلية للطلاب، من خلال تقديم شرح للمواد الدراسية والإجابة على أسئلتهم.
  • التطوير البرمجي: يُمكن استخدام شات جي بي تي لكتابة أكواد برمجية بسيطة، ومساعدة المطورين في مهامهم.
  • الأبحاث العلمية: يُمكن استخدام شات جي بي تي لتحليل البيانات وتوليد فرضيات جديدة في مجال الأبحاث العلمية.

تحديات شات جي بي تي:

  • التحيز: مثل أي نموذج ذكاء اصطناعي، قد يعاني شات جي بي تي من التحيز، مما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو غير عادلة.
  • سوء الاستخدام: يُمكن استخدام شات جي بي تي لأغراض ضارة، مثل نشر معلومات مضللة أو إنشاء محتوى مسيء.
  • البطالة: قد يؤدي استخدام شات جي بي تي في بعض المهام إلى فقدان الوظائف، خاصة في مجال خدمة العملاء.

مستقبل شات جي بي تي:

يُعد شات جي بي تي تقنية ثورية تُقدم إمكانيات هائلة لمستقبلنا. ومع ذلك، من المهم استخدام هذه التقنية بمسؤولية وأخلاقية، مع الأخذ بعين الاعتبار تحدياتها ومخاطرها.

لا شك أن شات جي بي تي يُمثل علامة فارقة في مسيرة تطور الذكاء الاصطناعي، ويمتلك القدرة على إحداث ثورة في العديد من المجالات. ومع استمرار تطويره وتحسينه، نُ

هل الدول تعتمد لغاتها الوطنية في تعليمها الأكاديمي ؟

 



سؤال شائع حول هل الدول تعتمد لغاتها الوطنية في تعليمها الأكاديمي ؟
أول وهلة تبدو الصورة نوعا ما مبهمة و قد يعتقد البعض أن السويد مثلا تعتمد لغتها في كامل مجالات التعليم و هنا الإحساس بأننا نحتاج للإنتقال لتعليم حصري بلغة واحدة وطنية، لكنني أعتقد أنه نظرا مثالي لكن تطبيقيا صعب ويحتاج طاقات مادية و بشرية هائلة لاي دولة متقدمة ما بالك بدول الجنوب
بتحليل سريع نستظهر أنه ليس التعليم في الدول المتقدمة حصراً باللغة الوطنية. تختلف الوضعيىة من دولة إلى أخرى وتعتمد على عدة عوامل، منها:
التاريخ اللغوي للبلد:
في بعض الدول، توجد لغة وطنية مهيمنة يتم استخدامها في التعليم على جميع المستويات. على سبيل المثال، فرنسا، حيث اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية وتستخدم في جميع المدارس.
بينما الدول الأخرى لها عدة لغات رسمية أو سكان متنوعون لغويًا. في هذه الحالات، يمكن أن يكون التعليم متاحًا بعدة لغات، أو قد يُتاح للطلاب فرصة تعلم العديد من اللغات خلال مسيرتهم الدراسية. مثل بلجيكا، حيث اللغات الرسمية هي الهولندية والفرنسية والألمانية وتستخدم جميعها في التعليم.
وجود أقليات لغوية:
في بعض الدول، هناك أقليات لغوية كبيرة لها الحق في التعليم بلغة أمهاتهم. على سبيل المثال، كندا، حيث للأطفال الذين ينتمون إلى الشعوب الأصلية الحق في تلقي التعليم باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وبلغتهم الأم.
خيار الوالدين:
في بعض الدول، يتمتع الوالدين بالحرية في اختيار لغة تعليم أطفالهم. مثل أستراليا، حيث يمكن للأهل اختيار إلحاق أطفالهم بمدارس حكومية ناطقة باللغة الإنجليزية أو بمدارس غامرة في اللغات الأصلية.
مستوى التعليم:
في بعض الدول، يكون التعليم باللغة الوطنية إلزاميًا فقط في السنين الأولى من الدراسة. بعد ذلك، قد يُتاح للطلاب فرصة تعلم لغات أخرى واختيار بعض المواد الدراسية بهذه اللغات. مثل ألمانيا، حيث يكون التعليم الابتدائي عادةً باللغة الألمانية، ولكن يمكن للطلاب بعد ذلك تعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو لغات أجنبية أخرى.
باختصار، إن وضع تعليم اللغات في الدول المتقدمة معقد ومتنوع. لا توجد إجابة واحدة على سؤال ما إذا كان التعليم الأكاديمي حصراً باللغة الوطنية.

23‏/04‏/2023

العربية لسان اللهجات والفصحى تاجها

خارطة توضح تعدد لهجات اللغة العربية في
الشرق الأوسط وشمال افريقيا و الساحل

العربية، نطقها رنان طنان، حروفها بديعة، سهلة متاحة، مفرداتها وفيرة وكثيرة، بين جميع لغات العالم عبر جميع العصور ما غاضت قط بل أعطت، مازالت وستزال بل ازدادت قوة وكبرياء وانتشارا... مستقبلها شاسع واسع.

هل بعد ما يزيد عن 200 سنة من محاولات ومؤامرات على اللغة العربية، اندثرت الفصحى؟ الجواب بديهي ومعروف، لكن كيف مازالت متألقة متشبثة مواكبة؟

من دون شك، اللغة العربية مستمرة وباقية بل تنتشر في جنوب الساحل الإفريقي، عبر لهجات جديدة، فبعد 200 سنة تعززت وانتشرت في جميع ميادين العلم والأدب منذ 200 سنة، آلاف المؤلفات لا تحصى من المطبوعات والكتب الورقية ثم الوسائط الرقمية من الصوتيات، الفيديوهات، والمنتجات التجارية، والقنوات الإعلامية. العربية الفصحى واللسان العربي بلهجاته يتغذيان من بعضهما، ما دام هناك من ينطق بها حتماً سيستعملها ويتداولها.

أما اللهجة فموجودة، لا نكران لها، وهي طريقة البشر للتواصل في الوقت والزمان والجغرافيا، وهذا متفق عليه. وصلتنا كتب في الماضي تروي عنها، وبفضل مؤلفيها تعرفنا كيف كانت اللهجات عند ألسنة الشعوب العربية في المناطق التي تواجدت فيها المجتمعات العربية الشاسعة، وكيف كان البدو العرب ينطقون الحروف ويغيرون الكاف إلى ثاء والعين إلى غين، حتى في الحديث والقرآن والشعر، لهجات ومفردات تداولتها أقوام عبر العصور، اندثرت وحلت محلها أخرى وتغيرت، نعرف كيف بدأت المتغيرات وكيف اختفت أخرى بفضل من وكيف وصلت. أكيد هناك من رأى سوى الكلام عنها وتدوينها.

اللهجة ليست عيباً لأي لغة بل هي جرس للكلام، وعلم اللهجات (العلوم اللغوية) هو علم يدرس الظواهر والعوامل المختلفة المتعلقة بحدوث صور من الكلام في لغة من اللغات. اللهجة والدارجة ليستا حرام اللغة بل ما يدعمها ويحميها من الذبول.

دراسة اللهجات وتوثيقها وتجميعها وتدوينها وتسجيلها بجميع الطرق العلمية الأكاديمية المتاحة المتعارف عليها، حتى الإلكترونية منها، موسوعات، قواميس، كتب، قواعد بيانات، إلخ، مهمة بأقصى ما يكون، لا عيب فيها، وتساعد الأكاديمي والدارس والعالم في دراساتهم وبحوثهم، كما تغذي حب الناطق بها في الحاضر عليها والمواصلة في استعمالها والافتخار باختلافه. هي فعلاً معرفة مضافة، بعيدة عن الإحراج، في ذلك مهما علم من مشاريع وخطط ومؤامرات حولها، تساهم في دعم الهوية والفخر بالأصل ومتكاملة مع اللسان.

الاختلاف واسع وموجود بخصوص كيفيات الحفاظ على اللسان العربي والفصحى، هناك من يرى أن تطوير طرق لتدوين كتابة اللهجات لإتاحة جمعها خطر على العربية، هذا مفهوم، لكن وجب القول أن جميع اللهجات كنز كبير لا يجوز أن نغفل عنه، فكل معرفة جديدة أو قديمة قبل الطفرة والثورة الرقمية أو بعدها مهمة مهما كانت. قلب الفصحى كانت موجودة لهجات عربية قديمة، وما لدينا اليوم عربية مختلفة عن اللغة القرآنية القرشية، بل نحن اليوم نستعمل عربية عصرية في جميع المجالات.

تنوع اللهجات العربية هو من أبرز الظواهر اللغوية في العالم العربي، حيث تعكس هذه اللهجات التنوع الثقافي، الجغرافي، والتاريخي للأمة العربية. إليك نظرة عامة على هذا التنوع:

عدد اللهجات: يقدر عدد اللهجات العربية الرئيسية بحوالي 30 لهجة، وهذه تتفرع إلى مئات من اللهجات الفرعية أو اللكنات المحلية.

لهجات شبه الجزيرة العربية: تشمل اللهجات الخليجية مثل السعودية، الكويت، الإمارات، قطر، البحرين، وعمان.
اللهجات الشامية: تتضمن لهجات سوريا، لبنان، فلسطين، وأردن.
اللهجات المغاربية: تشمل لهجات المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، وموريتانيا.
اللهجة النيلية: بالأساس اللهجة المصرية.
اللهجة العراقية: تختلف بين المدن والمناطق الريفية.
التأثيرات اللغوية: اللهجات العربية تأثرت بلغات أخرى نتيجة للفتوحات الإسلامية، التجارة، الهجرات، والاستعمار. على سبيل المثال:
اللهجات المغاربية تحمل تأثيرات أمازيغية وفرنسية.
اللهجة المصرية تتأثر باللغة القبطية.
اللهجات الخليجية تتأثر باللغات الفارسية والهندية نتيجة للتجارة والتبادل الحضاري.
التنوع الداخلي: حتى داخل الدولة الواحدة، يمكن العثور على تنوع كبير في اللهجات. مثلاً:
في مصر، توجد اللهجة القاهرية، اللهجة الإسكندرانية، واللهجة الصعيدية.
في اليمن، توجد لهجات مختلفة مثل اللهجة الحضرمية واللهجة الصنعانية.

الفهم المتبادل: الفهم بين اللهجات متفاوت، حيث يمكن لمتحدثي اللهجة المصرية مثلاً أن يفهموا اللهجة السورية بسهولة نسبية، بينما قد يكون فهم اللهجات المغاربية أكثر تعقيداً لمتحدثي اللهجات الشامية.

التطور اللغوي: اللهجات العربية تتطور مع مرور الزمن، تأخذ من الفصحى وتعطي لها، مما يجعلها جزءًا حيًا من اللغة العربية.

التوثيق والدراسة: يتم توثيق هذه اللهجات من خلال الدراسات اللغوية، الكتب، القواميس، والمشاريع الرقمية التي تسعى لحفظ هذا التراث اللغوي.

هذا التنوع يعكس غنى اللغة العربية ويكشف عن تاريخ العرب وثقافتهم المتنوعة، مما يجعل اللغة العربية ليست فقط لغة واحدة بل مجموعة من اللهجات التي تتحدث بها ملايين الأشخاص في مختلف أرجاء العالم.

وهنا سأطرح بعض الأسئلة هنا وأجيب باختصار:

هل ستحل اللهجة محل العربية الفصحى؟ لا أعتقد ذلك بل ستخلق لهجات جديدة وستتطور العربية الفصحى بالتوازي معها.

هل الفصحى ستحل محل اللهجات؟ لا أعتقد ذلك، لكن نحتاج لمجهود متواصل لدعم العربية وتطويرها.

هل ستموت هذه اللغة؟ القريب والمتوسط وحتى البعيد لا أعتقد ذلك، اللغة العربية هي لغة فريدة مع باقي لغات العالم، أنا مطمئن من هذا الجانب.

الأطروحة اللغوية وعلاقتها بالثقافة والقومية والفكر الإيديولوجي السياسي مسألة صدرت حولها كتب وبحوث بالمئات، بالإمكان مقارنة النظريات والأفكار الكثيرة حولها، ليس هناك توافق حول هذا الموضوع أو اتفاق بين المختصين والباحثين والعلماء.

وهنا يبدر سؤال آخر: هل نحن كناطقين بإحدى اللهجات العربية مسموح لنا الحفاظ عليها كوسيلة للتواصل واستعمالها لنشر المعرفة مكتوبة وتسجيلها، أي تدوينها، لأن عامة الناس الناطقين بلهجاتهم يومياً ولحظياً يستعملون لهجاتهم للوصول إلى المعرفة.

عبر هذا السؤال الأخير، يختلف الكثير منا في الوقوف عند التجميع أو تجاوزه، وكيف تعتبر اللهجة في أحضان المشاريع الرقمية. أي أنه ما دام استعم

24‏/01‏/2023

Algeria with ChatGPT




Me: In two lines: Algeria


ChatGPT: Algeria is a North African country, bordering the Mediterranean. It is the largest country in Africa and the 10th largest country in the world. It is known for its natural resources, particularly its oil and gas, as well as its rich history and diverse culture.


Me: Thank you for that answer, but you've exceeded the two lines :)


ChatGPT: Sorry for that, here's a more concise answer: Algeria is a North African country, bordering the Mediterranean, known for its natural resources and diverse culture.


Me: I'll be more specific to make it easier for you: Algeria in 10 words


ChatGPT: Africa, oil, gas, history, culture, Mediterranean, Arab, Berber, colonization, independence.

03‏/06‏/2021

الحقيقة في جوهرها واحدة، ثابتة، لا تتغير.

                                                                               by : Sami Mlouhi

الحقيقة في جوهرها واحدة، ثابتة، لا تتغير.

لكن الإنسان يقرؤها من خلال معاييره وأوهامه، فتبدو له متبدّلة؛ قد تنحرف لتصبح مغالطة أو تكذب على نفسها، وقد تُبعث من جديد في صورة يقين.

الواقع، حين يُقطع أو يُجزّأ، لا يبقى واقعًا... بل ينحرف إلى خيال، إلى صورة مشوّهة لما كان ينبغي أن يكون.

وعند تصادم الأشخاص والإيديولوجيات، تنكسر الحقيقة إلى حقائق متعددة، يصبح من شبه المستحيل توحيدها، ومن المستحيل تقريبًا إلصاق شظاياها المتناثرة إلا نادرًا. وحتى حين تُجمع القطع، تظل القطعة الكبيرة، مهما بدت كاملة، قاصرة عن تمثيل الحقيقة الكبرى.

لكن المعضلة الأعمق أن الإنسان، في غمرة محاولاته لفهم الحقيقة، لا يدرك غالبًا أن هناك قطعًا مفقودة أو أن ما يملكه مشوّه. يواصل النظر من خلال تلك القطعة الناقصة، معتقدًا أنها الحقيقة الكاملة.

للوصول إلى فهم العالم — أو حتى جزء منه — عليك أن تتحرر من قيود أفكارك المتجذّرة، أن تهدم مبادئك التي بُنيت عليها قناعاتك يومًا، وأن تتجرأ على اقتحام المحرّم والممنوع الذي لطالما كان يُحيط بك.

لكن هذا التمرّد، نادرًا ما يفعله المحلّل أو الباحث؛ لأنهم في سعيهم الحثيث نحو الفهم، يقعون ضحايا الدهشة. تنطفئ الأضواء من حولهم، ويجدون أنفسهم غارقين في ظلمات المجهول، حيث يُختبر العقل... ويُختبر الإنسان.

16‏/11‏/2020

المحتوى الجزائري الرقمي: التحديات والفرص في عصر التعدد اللغوي

 





أتذكّر ورشة نظّمها معهد المعلوماتية بجامعة أوكسفورد في 2013، وكان النقاش يدور حول إنتاج المحتوى باللغة العربية في عصر تعدد المصادر والمنصات الرقمية. طُرح سؤال جوهري: لماذا، رغم أن عدد الناطقين بالعربية يقارب نصف مليار، لا تتجاوز نسبة المحتوى العربي الرقمي 5% من إجمالي المحتوى العالمي، وربما ثلث هذا المحتوى فقط يُعتبر ذا قيمة أو مفيدًا؟

هذا السؤال ينطبق على العديد من المنصات، مثل ويكيبيديا، لكنه أوسع وأشمل، إذ يتعلق بالمحتوى العربي ككل على الإنترنت. حتى وإن وُجدت إجابات أو اقتراحات لحلول، يظل الطريق طويلًا لزيادة هذا المحتوى وتحسين جودته.

ثنائية اللغة: ميزة معقدة
من الحقائق الملحوظة أن الشعوب الناطقة بالعربية تتمتع بميزة إتقان اللغات، مقارنة ببعض الشعوب الأخرى. فالجزائري يكتب بالفرنسية، والمصري بالإنجليزية، والسوري أو اللبناني يتقن لغات أخرى مثل التركية أو الإسبانية أحيانًا.
لكن هذه الثنائية ليست دائمًا إيجابية؛ عندما تصبح اللغة الأم ثانوية أو هامشية في الاستخدام، يُهدر وقت طويل في تعلم اللغات الأجنبية بدل التركيز على اكتساب العلوم والمعارف. والأسوأ أن من ينجح في تعلم اللغة الثانية، غالبًا لا يتمكن من استيعاب الثقافة المتأصلة في تلك اللغة، ما يضعف ارتباطه بالمعرفة أو يجعلها غير مكتملة.

أسئلة تحتاج إلى إجابة:

  • ما حجم سكان الجزائر اليوم؟
  • كم هو عدد المساهمين الجزائريين في إنتاج المحتوى الرقمي (سواء على ويكيبيديا أو غيرها)؟
  • ما نسبة ما يقدمه الجزائريون أو العرب عامة في بناء المحتوى الرقمي المفيد عالميًا؟

الإجابة عن هذه الأسئلة ليست سهلة، لكنها تفتح آفاقًا لفهم أعمق للمشكلة. أتذكر تقريرًا شاركت فيه بآرائي، قاده معهد أوكسفورد، تناول تحليلات معمقة عن الفجوة اللغوية والثقافية في المحتوى الرقمي، وقد امتد على 140 صفحة (يمكن الاطلاع عليه هنا: الرابط).

الطريق إلى التحسين:
الخلاصة التي يمكن البناء عليها هي أن الحل يكمن في تركيز الجهود على أهداف محددة بوضوح، ثم العمل على ترتيب هذه الأهداف وتوجيه الطاقات نحوها بصبر وديمومة وقدرة على التكيف والتكرار.

لست متشائمًا. بالعكس، أرى أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة، خاصة إذا تحولت الجهود الفردية إلى جماعية، ودُعمت بخطط مستدامة تعكس احتياجاتنا الثقافية والمعرفية الحقيقية.


ملاحظة: هذا النص مستوحى من نقاش دار على صفحات التواصل الاجتماعي، وتم جمع الأفكار منه مع تعديل بسيط في الأسلوب.


مغامرة الاختيار في الغابة العربية

  في عالم من الكلمات، حيث تتداثر اللغات في همساتها الخاصة، كنت أقف متردداً، حاملاً معجم اللغة العربية بين يديّ، محاولاً أن أختار الكلمة الأن...