أحلم بعالم تملأه نغمة عالمية ترنو بكل قلب، تمحو الحدود بين الكلمات، حيث يمكن لكل نفس أن تفهم الأخرى بإيماءة عين، تتكلم بلغة صدق النهار. في هذا الحلم، الحب والسلام يتدفقان كالأنهار، ينسجان لحافًا من العطف يلف كل أرض، كل ريف، كل بيت. البسمات ستنتشر كوباء من الفرح، والإحسان سيكون عملة تداول.
لكن الحقيقة تنتزعنا من رقائق الحلم، والتصور مختلف. العالم هو تركيبة معقدة من الألفاظ، غالبًا ما تضيع معانيها في الترجمة، حيث تكون العواطف المتبادلة أحيانًا الريبة، الرهبة، أو حتى الكراهية. الثقافات، واللهجات، والمعتقدات تبني أسوارًا، تلقي بسوء فهم، تشعل نار النزاع.
أتطلع إلى أن يُقبل التطور كفجر يضيء بالأمل، لا كغروب يعمه القلق. أن يُنظر إلى التطور كرقصة الطبيعة، سفر جماعي نحو مستقبل مشترك، حيث يكون التغيير احتفالًا، والماضي، نجمًا يرشد. أريد أن يُعتبر الاختلاف كثروة غنية للوجود، لوحة من الألوان التي تمتد إلى ما لا نهاية على قماش الحياة البشرية.
تبلور الاختلاف، هو تألق الفردية في نور الجماعة. أحلم بأن يكون هذا الاختلاف ليس فقط مقبولًا، بل محبوبًا، بدون أن تشوبه العدوانية أو التطرف. أن نحتفي بأصولنا، بثقافاتنا، دون أن نظلل من بريق ثقافات الآخرين.
لنصل إلى هذا العالم المنشود، يجب أن نفتح أمامنا أفقًا جديدًا، نرى بعيدًا عن حدودنا، نستمع بقلوبنا، نتعلم ونستمد من تجارب وأفكار الآخرين. روح كبيرة تعانق الأخرين كإخوان، رفقاء في سفر الإنسانية. وهكذا، حتى لو تحدثنا لغات متباينة، يمكننا أن نتواصل، نتفهم، نحب في سيمفونية تنوع متناغم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق