خارطة تظهر توزع اللهجات العربية في مصدر ويكيميديا كومنز
في مقدمة لماما صبري في رسالتها لنيل شهادة ماجستير حيث قالت "إذا كان علماء اللغة القدامى لم يهتمو بدراسة لغة الكلام لأنهم رأو فيها ما يسيئ إلى العربية الفصحى التي هي لغة القرآن و التي يجب أن تصان من كل لحن أو تحريف، فإن المحدثين منهم أدركو أهمية هذا الميدان و ما يمكن أن يقدمه للفصحى نفسها بعد أن أثبتو أن كل لغة كانت في الأصل لهجة ثم إرتقت إلى مستوى اللغة، نتيجة عوامل دينية و إجتماعية و إقتصادية و سياسية و عسكرية، و من ثم باشرو في دراستها بصفتها شكلا لغويا موجودا إلى جانب و لا سبيل لإنكاره أو تجاهله"
فويكيبيديا أسسها في 2001 رجل أمريكي يدعى جيمي ويلز كان هدفه لتضم جملة المعارف البشرية في موقع أنترنت واحد كي تكون متاحة للجميع، لم تتأخر الموسوعة حتى لاقت رواجا كبيرا ففي إحدى لقاءاته مع إحدي الصحفيين قال "تخيل عالما حيث يكون فيه لكل شخص على هذا الكوكب حرية الوصول إلى مجموع كل المعارف الإنسانية... هذا هو عملنا."
التخوفات و الهواجس التي تحوم حول مثل هذه المشاريع معروفة و متعددة كام أولها التساؤل حول هل بإمكان موسوعة يحررها كل من هب و دب أن تكون لها مصداقية، لدرجة أن أحد مؤسسي الموسوعة قال لجيمي ويلز يمكن لقطي القيام بتعديلات في الموسوعة من دون مراقبة فعلية. فما هو اليوم متعارف عليه أنه موثوق، كان 15 سنة مضت، مستبعد.
فما هو الحال بالنسبة للجزائرية؟
طلب إنشاء ويكيبيديا في الحاضنة الموقع المخصص لإنشاء الويكيبيديات موجود منذ 2009 و بعده أطلقت مشاريع شقيقة للجزائرية منها القاموس و الإقتباس و مصدر، المساهمون في مشاريع الجزائرية لا ييعتبرون أن الهدف منه خلق لغة جديدة كل ما في الأمر هو تجميع و توثيق مرقمن أي بالتكنولوجيات الجديدية تحت الرخص المفتوحة المصدر لما هو متداول و موجود أصلا
كانت هناك محاولات من قبل، قام بها و مازال يقوم بها جزائريون و عشاق الجزائرية عبر الأنترنت، فبعملية بحث بسيطة نجد مئات إن لم نقل آلاف الصفحات و المواقع من منتديات و مدونات و مواقع مخصص و الكثير من الصفحات و الإرسالات التي تدور حول الجزائرية ناهيك عن التخاطب المباشر بها في مواقع التواصل الإجتماعي . هي إذا واقع فرضه و حتّمه التطور التكنولوجي .
و أول من بدأ في نطاق ضيق يدوّن و يكتب بالجزائرية هم الفنانون شعراء الملحون تبعهم منتجو الأسطوانات و الكاسيط حيث لا مفر كان لديهم من تدوين إسم الأغاني الجزائرية على الأغلفة.
ثم جاء الهاتف النقال و تجولت معه الرسائل النصية بالحرف اللاتيني و الرقمي كما يحلو للمشارقة تسميته بلغة الفرانكو إلى أن دخلنا عالم الأنترنت و هيمنت أقوى مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك و بدخوله في كل البيوت و إستغلاله من كافة الشرائح، الدارجة الجزائرية صارت واقع. فمنذ أن دخلت العربية منطقة المغرب الأوسط يمكن القول من دون تردد؛ ابدا لم تدوّن الدارجة الجزائرية بهذا الكم منذ 10 سنوات مضت. رجل الدين هو من أول من يعي ذلك و خطبهم بالدارجة لأكبر دليل على قوة الدارجة ، أيضا التجار و ما إشهاراتهم لأكبر دليل على أن الجزائرية لا يمكن تجاهلها.
لمذا في ويكيبيديا ؟
المكان مناسب جدا فمشاريع 280 ويكيبيديا بشتى اللغات و اللهجات أو يزيد ليست كلها لغات رسمية لبلدان و مشاريعها الشقيقة كذلك و مؤسسة ويكيميديا الأمريكية المنشأء و التي تدعم مشاريع ويكيبيديا و أخواتها عبر إستغلالها للسرفيرات مجانيا و صيانة مواقعها تقنيا و حمايتها من التخريب و تطوير المواقع تلقائيا لا تتدخل في المحتويات بل مهمتها الرعاية فقط.
رغم تأخره في الحاضنة فالمبادرة منطقية و لا مفر منها ، و الإستدلال بأن مشاريع كهذه سوف تنقص من الإنتاج في لغات أخرى فهو عكس ذلك و الإحصائيات تثبت أن من يشارك في لغة غالبا ما لا يشارك سوى في واحدة بصفة مكثفة
و أن تطوير الويكيبيديا المصري مثلا لم يأثر على ويكيبيديا عربي بل بالعكس الكل تطور على حدى بل زادت الويكيبيديا العربية في تطورها و إستقرت المصري عند 15 ألف بإنفصال تام بين المشروعين من حيث المساهمين.
هذه المشاريع سيستفيد منها بصورة أكبر الطلبة الباحثين في العالم بأسره في علوم اللغات و عشاق الجزائرية و الفضوليين و السياح و في مجالات قد لا يتخيلها البعض، فقواميس اللغات المجهولة و اللهجات العديدة تشكل مصدر هام و معتبر من المعرفة فلو تم تزويده و إثراؤه على الدوام سيصير ذا قيمة كبيرة مستقبلا، نفترض كيف سيتعامل الباحث في هذه اللغة لو إندثرت يوما من يدري بعد 100 سنة ؟
حاليا موجود في السوق قواميس الجزائرية و كتب بالجزائرية و قصائد لشعراء لا يجيدون النظم سوى بالجزائرية و الكثير من الكتب و حتى المعاهدات السياسية التي يمكن أن تدرج في ويكي قاموس و ويكي مصدر و ويكي إقتباس أما ويكيبيديا بالجزائري فهي المحاولة القصوى لتدوين العلم الذي لا تجيده إلا الجزائرية.
لهجة أم لغة ؟
نقاشات حول أن الجزائرية لغة أم لهجة كثيرة و لن تنتهي، هناك مثال في اللهجات الأوربية هو أن الفرنسية كانت لهجة للغة أويل فبقرار سياسي صارت لغة و هذا ما قد لا يحدث قريبا أو بعيدا بقدر ما تحولت اللهجة القبائلية على غرار اللهجات الأمازيغية في الجزائر كلغة رسمية في الجزائر
روح الأكاديمية المطلقة و ترك الأمور لحالها هو من العوامل التي يجب تتبعها و ما دام الهدف علمي بحت فالمكان مناسب لجمع هذه المعرفة اللغوية في مواقع ويكيميديا نظرا لمهنيتها وطرق تعاملها الحيادي.
رغم أن هناك أصوات إرتفعت من جانبين بان عليهما أنهما مختلفين فهناك من ينادي بجعلها أداة علنية للإصال العلم للتلاميذ و الطلبة و على رأسهم وزيرة التعليم الجزائري حاليا فهناك من يفكر خلاف ذلك و يقول بضرورة تفاديها و التركيز على العربية الفصحى و دعمها
فمثل ما رأى الناس في إختراع ألفرد نوبل ؛ من فوائد جعلتهم يشجعونه مثلما إن التخوف من إساءة إستعمال الأعمال لا يجب أن تثبط المواصلة في الإكتشاف و الإختراع و الإنجاز. الحيادية في المشاريع تتطلب الوقوف في الصف الثالث و التركيز على القيمة العلمية من دون الوقوف في إحدى جانبي الفريقين مع أن صعوبة التموقع مستحيلة عند البعض لكن واجبة لو أريد أن يكتب للمشروع المواصلة في التطور.
في الأخير يستلزم أن ننوه أن الطبيعة بما فيها لا تعرف الفراغ فهو يمتلئ لا محالة مهما تأخر و أخَّره البعض، فقد نشد النفس مدة لكن بمجرد فتحه يمتلئ هواءا أو ماءا أو ترابا.
الدارجة الجزائرية هي حقيقة و من يتحدث عنها مهما كانت خلفيته أم لم تكن فهو يقول الحقيقة في نسبة تفوق النصف.
ملاحظة : ما ينطبق على الدارجة الجزائرية قد ينطبق على باقي اللهجات الكبيرة في العالم العربي. |
PoSiTiViStIc Find the optimistic viewpoint in a negative situation. ابحث عن وجهة النظر المتفائلة في المواقف السلبية.
08/05/2016
الجزائرية و أحقيتها في أن تُكَتب في ويكيبيديا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مغامرة الاختيار في الغابة العربية
في عالم من الكلمات، حيث تتداثر اللغات في همساتها الخاصة، كنت أقف متردداً، حاملاً معجم اللغة العربية بين يديّ، محاولاً أن أختار الكلمة الأن...
-
من منا لا يعرف الموسوعة، تلك التي أصبحت غنية عن التعريف؟ في زماننا هذا، تبدو ويكيبيديا، تلك الموسوعة الحرة، كأنها قد استغنت عن الإشهار، ...
-
Rudolf Lehnert, 1904 Le nom Bachounda évoque une histoire fascinante et unique. C’est un nom rare qui intrigue et suscite la curiosi...
-
The infringer does not stop surprising this time it's a camera HandyCam which is imitated to perfection, except that nothing ...
صحّيت أمين، نصّ شباب
ردحذف