كانت الأجواء مشحونة، كأن التاريخ يعيد نفسه. لم يكن الأمر مجرد هزيمة أمام الإخوة التونسيين، الذين تُرسل لهم التحيات والتهاني، بل كان شبح الماضي يحوم حول الأجواء، يُذكّر بمواجهة قادمة تحمل في طياتها ذكريات لا تُنسى. ساحل العاج... يا له من اسم يوقظ في الذاكرة صوراً ومشاهد! سبق اللقاء بهم في دورة سابقة من هذه البطولة الأفريقية، في مباراة ستبقى خالدة في الأذهان. يُذكر أنها كانت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 2010، بعد فرحة التأهل لكأس العالم، تلك الفرحة التي ما زالت أصداؤها تتردد في القلوب.
رغم مرارة الهزيمة، لم ينطفئ نور الأمل، فقد قُدّم أداءً رائعاً في المباراة الأولى، ربما عاند الحظ قليلاً، لكن القدر خبأ لقاءً آخر مع ساحل العاج، فهل ستكون هذه المرة نهاية القصة أم بداية فصل جديد؟
في تلك الليلة، كانت سماء المدينة تتلألأ بنور خاص، فقد حلت ذكرى المولد النبوي الشريف، ذكرى ميلاد خير البشر. في البيوت، أضاءت الشموع، وانطلقت الألعاب النارية في السماء، كأنها تحتفل بهذه المناسبة العظيمة. المساجد امتلأت بالذكر والابتهالات، وصدحت حناجر المنشدين بأجمل الكلمات. في وسط الجزائر، تتغير بعض العادات، ففي المدن الصغيرة، تُقام "المنارة"، تلك الزينة الضخمة التي تضيء سماء المدينة، كأنها نجمة تهدي في ليل الاحتفال. يا لها من فرحة تغمر القلوب، والاحتفال بمولد سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم.
لكن، ككل عام، يظهر من يعكر صفو هذه الفرحة، أولئك الذين يرون في هذه الاحتفالات "بدعة"، وكأنهم يريدون حرمان الناس من فرحة إحياء ذكرى أعظم إنسان عرفته البشرية. وهكذا، يستمر الجدل، وتستمر معه الحكاية، حكاية تجمع بين شغف كرة القدم وفرحة المولد النبوي الشريف.
مع ذلك، يعتبر السلفيون هذه الاحتفالات "بدعة"، ويعود الجدل في كل عام.