24‏/02‏/2014

ويكيبيديا كمصدر





تُحذّر سياسة ويكيميديا من الاعتماد على ويكيبيديا كمصدر للمعلومات. إذا كان الأمر كذلك، فما الحاجة إلى وجود الموسوعة أصلاً؟ ولماذا نضيع وقتنا عليها؟ مع ذلك، قد فات الأوان، فقد أصبحت ويكيبيديا مصدرًا معترفًا به في العديد من المجالات. في المدارس والثانويات، يُعتمد عليها في الأبحاث.

مؤخرًا، دار نقاش حول وجود معلومات خاطئة في الموسوعة تم اكتشافها في إحدى الجرائد وفي كتاب مطبوع. شخصيًا، اكتشفت أن مقالًا كتبته عن مدينتي قد تم تضمينه في كتاب يتحدث عن مدن الجزائر، دون أن يذكر الكاتب مصدره، وهو ويكيبيديا.

أدرك تمامًا أن المؤسسة تحذر من الاعتماد على ويكيبيديا كمصدر، لكن هذا قد يصبح جزءًا من الماضي. أما بالنسبة للموسوعة العربية، فلا أظن أن جيلين من العمل كافيان لجعلها تضاهي الموسوعات الكبرى التي تجاوزت محتوياتها المليون مقال. إلا أن ما يحتاجه العرب هو إعادة التكيف مع الواقع، وجعل المتصل بالإنترنت يدرك ضرورة زيارة ويكيبيديا وتوثيق المعرفة، بدلاً من الضياع في مواقع أخرى.

الهدف هو تنفيذ حملات استقطاب قد تكون أكثر فاعلية من تلك الموجودة في الدول الغربية. لا يجب أن نعتقد أن المتصل بالإنترنت في العالم العربي سيكتفي بتوجيه جهازه إلى ويكيبيديا والبدء في العمل عليها. الأمر أعقد من ذلك بكثير.

هناك أمثلة بسيطة توضح لنا الظاهر من الأمور، وتساعدنا على فهم ما تحت السطح. في عام 2005، أطلقت الجزائر حملة "حاسوب لكل عائلة"، أو "Ousratic"، التي كانت ناجحة في البداية، ولكنها توقفت بعد عام نتيجة لإيقاف الدولة للقروض. في نفس العام، لاحظت في الأسواق صبيانًا يبيعون مودمات الإنترنت. كان ذلك مؤشرًا على أن الناس لم يدركوا بعد أهمية الثورة الرقمية.

نحن لا نزال على الحافة، حيث أن العقلية لم تتغير بعد، وهذا يتطلب بحثًا معمقًا وطويلًا لا يتسع لهذا المجال. لكن رغم كل ذلك، لا زلت متفائلًا. ما زلت أؤمن بأننا، بمواصلة العمل، سنُحدث التغيير الذي سيقلب الموازين. الكأس لا يفيض إلا بقطرة، ولكن من منا يعلم أي القطرة هي التي ستحدث الفارق؟

ما يحدث في ويكيبيديا هو ما يحدث في جميع المجالات، ففي هذا العصر السريع، كل شيء يتسارع باستمرار. قد يحدث التغيير في أي لحظة، فلا تنسوا أن تنتظروا هذا التحول في أي وقت.


مغامرة الاختيار في الغابة العربية

  في عالم من الكلمات، حيث تتداثر اللغات في همساتها الخاصة، كنت أقف متردداً، حاملاً معجم اللغة العربية بين يديّ، محاولاً أن أختار الكلمة الأن...